" و لما تتلاقي الوشوش مرتين ، عمر الوشوش ما بتبقي نفس الوشوش " ..
كان مقطعا من مقدمة احدي المسلسلات العربية اللتي أطربت أسماعنا في تسعينيات القرن الفائت .. و سهولة الكلمات جعلتني أعتقد صدقها إلي أن ثبت كذب تلك الكلمات عندما رأيتها .. فتاة جميلة وقعت عليها عيناي مع مطلع الصبا منذ ما يقرب من ثلاثين عاما !! لم أتخيل مُذ ذاك اليوم أنها ستفارقني لحظة واحدة .كانت توأم الروح و شقيقة الفؤاد . ألقي الله محبتها في قلبي مع رزقي .. فأصبحت لا أفعل شيئا مهما عظم شأنه أو صغر الا وهي في خلفيته .. كخلفية الwindows بلغة هذا الجيل !! أراها علي زجاج السيارة و انا أقود و علي كرسي المائدة الفارغ و أنا آكل و علي صفحات السماء عندما أدعو .. و هي وسادتي الخالية التي احتضنها و أنا نائم .. شاءت لنا الاقدار أن نفترق بعد أن نزغ الشيطان بيننا .. و بعد أن أخذت منا الدنيا ما أخذت و تغير بداخلنا ما تغير التقيتها صدفة أمام إحدي الصيدليات ف أمسية تضاف إلي سجل الأمسيات النادرة التي لا تنسي .. كانت خارجة من الباب و تنزل سلالم الصيدلية و أنا صاعد اليها فتقابلنا وجها لوجه بعد اثنتين و عشرين عاما !! هل سمعت يوما عن توقف الزمن ؟! إن كنت قد سمعت و كذّبت هذا الزعم فأنا أؤكد لك صدقه إن كنت بي واثقا .. توقف الزمن و حال الجو المشمس الحار الخانق فجأة الي ليلة خريفية عليلة النسيم .. خرجنا من إطار الزمن لحظات ساوت في عيني العمر بأكمله .. نظرت لحظات إلي عينيها فاستقام المعوّج و عاد الغائب و شفي المريض و غُفِر الذنب و قُبل التوب و روي الزرع و حلت البركة و غردت الطيور و نبت الزهر في حياتي .. كانت الوحيدة التي تركت معها النسخة الأصلية مني ، فلما رأيتها استقامت كل خلية من خلاياي .. يقولون إن الانسان عند الموت يتذكر شريط حياته دون اغفال تفاصيل ، حدث هذا لي عند الحياة !! تذكرت ابتساماتنا و أغانينا .. قبل تلك اللحظات كنت أتنفس ولا أعيش ، آكل ولا أشبع ، أضحك ولا أفرح ، فعشت و شبعت و فرحت مرة واحدة !! لم أدري كم مر من الوقت قبل أن استوعب أنها هنا .. علي بعد خطوات لا تجاوز أصابع اليد الواحدة .. ابتسمت هي فأعادت الدماء إلي الوريد .. تحدثنا قليلا ببضعة كلمات لا أذكر منها حرفا واحدا .. ثم واصلت الهبوط آخذة معها القلب و النبض .. ذلك النبض الذي كان يخفت رويدا رويدا بابتعاد خطواتها حتي خَـفَـتْ تماما .. لتعود إلي حياتها و أعود إلي برزخي الذي لا أدري إن كنت حيّا فيه أم ميتا !! و ظل السؤال السرمدي قائما .. إذا كنت ( أنا ) قد أصبحت ( أنا ) الذي أعرفه لثواني قليلة عندما رأيتها ، فما كان حالي لو كان القدر رحيما بي عن هذا و عشت معها عمري بأكمله ؟! تركتني بعد أن جعلتني أعرف الفرق بين الحياة و الموت ..
كنت قد نسيت لماذا أردت الذهاب إلي تلك الصيدلية بالأساس فعدت أدراجي بخطي متثاقلة لاختفي في زحام الحياة ..
كان مقطعا من مقدمة احدي المسلسلات العربية اللتي أطربت أسماعنا في تسعينيات القرن الفائت .. و سهولة الكلمات جعلتني أعتقد صدقها إلي أن ثبت كذب تلك الكلمات عندما رأيتها .. فتاة جميلة وقعت عليها عيناي مع مطلع الصبا منذ ما يقرب من ثلاثين عاما !! لم أتخيل مُذ ذاك اليوم أنها ستفارقني لحظة واحدة .كانت توأم الروح و شقيقة الفؤاد . ألقي الله محبتها في قلبي مع رزقي .. فأصبحت لا أفعل شيئا مهما عظم شأنه أو صغر الا وهي في خلفيته .. كخلفية الwindows بلغة هذا الجيل !! أراها علي زجاج السيارة و انا أقود و علي كرسي المائدة الفارغ و أنا آكل و علي صفحات السماء عندما أدعو .. و هي وسادتي الخالية التي احتضنها و أنا نائم .. شاءت لنا الاقدار أن نفترق بعد أن نزغ الشيطان بيننا .. و بعد أن أخذت منا الدنيا ما أخذت و تغير بداخلنا ما تغير التقيتها صدفة أمام إحدي الصيدليات ف أمسية تضاف إلي سجل الأمسيات النادرة التي لا تنسي .. كانت خارجة من الباب و تنزل سلالم الصيدلية و أنا صاعد اليها فتقابلنا وجها لوجه بعد اثنتين و عشرين عاما !! هل سمعت يوما عن توقف الزمن ؟! إن كنت قد سمعت و كذّبت هذا الزعم فأنا أؤكد لك صدقه إن كنت بي واثقا .. توقف الزمن و حال الجو المشمس الحار الخانق فجأة الي ليلة خريفية عليلة النسيم .. خرجنا من إطار الزمن لحظات ساوت في عيني العمر بأكمله .. نظرت لحظات إلي عينيها فاستقام المعوّج و عاد الغائب و شفي المريض و غُفِر الذنب و قُبل التوب و روي الزرع و حلت البركة و غردت الطيور و نبت الزهر في حياتي .. كانت الوحيدة التي تركت معها النسخة الأصلية مني ، فلما رأيتها استقامت كل خلية من خلاياي .. يقولون إن الانسان عند الموت يتذكر شريط حياته دون اغفال تفاصيل ، حدث هذا لي عند الحياة !! تذكرت ابتساماتنا و أغانينا .. قبل تلك اللحظات كنت أتنفس ولا أعيش ، آكل ولا أشبع ، أضحك ولا أفرح ، فعشت و شبعت و فرحت مرة واحدة !! لم أدري كم مر من الوقت قبل أن استوعب أنها هنا .. علي بعد خطوات لا تجاوز أصابع اليد الواحدة .. ابتسمت هي فأعادت الدماء إلي الوريد .. تحدثنا قليلا ببضعة كلمات لا أذكر منها حرفا واحدا .. ثم واصلت الهبوط آخذة معها القلب و النبض .. ذلك النبض الذي كان يخفت رويدا رويدا بابتعاد خطواتها حتي خَـفَـتْ تماما .. لتعود إلي حياتها و أعود إلي برزخي الذي لا أدري إن كنت حيّا فيه أم ميتا !! و ظل السؤال السرمدي قائما .. إذا كنت ( أنا ) قد أصبحت ( أنا ) الذي أعرفه لثواني قليلة عندما رأيتها ، فما كان حالي لو كان القدر رحيما بي عن هذا و عشت معها عمري بأكمله ؟! تركتني بعد أن جعلتني أعرف الفرق بين الحياة و الموت ..
كنت قد نسيت لماذا أردت الذهاب إلي تلك الصيدلية بالأساس فعدت أدراجي بخطي متثاقلة لاختفي في زحام الحياة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق